المشاركات

حكاية الجارية

هذه حكاية شخصية لإمرأة عاشت في وقت ما، في بلد يحكمه نظام ديني (جلعاد). ولأنها قصة شخصية فهي محدودة بما تعرف وتشعر وتهتم به هذه المرأة الساردة. إنها أيضا نوع من الديستوبيا، في عالم مجحف بحق النساء، يتدنى بهن إلى مرتبة ”رحم بساقين“، بوظيفة واحدة هي الإنجاب. لا نعرف كثيرا عن ظلام هذا العالم فيما يخص الرجال، فالقصة كما ذكرت مكثفة من واقع الراوية ومحدودة بعلمها. في هذا العالم، هذه المرأة شبه سجينة في نظام صارم من الأفعال والكلمات والأماكن المسموح بها . لا وسائل لتعرف ما يحدث في خارج بيئتها . القلنسوة / الحجاب الذي ترتديه ليس لهدف تغطية رأسها فقط، بل لمنعها من رؤية خلاف النقطة أمامها فقط، أو الحديث مع الآخرين بحرية . التواصل مع الآخرين يشوبه الحذر الشديد، فمن الخطر أن تسارع بكشف أوراقك أو الكلام بحرية قبل اكتشاف باطن من تتحدث معه . هل هو يفكر مثلك، يعارض هذا الواقع، أم أنه منهم؟ وهذا الحذر والبوح البطئ المتردد هو أيضا اسلوب هذه الحكاية . السرد جميل ولا يخلو من شاعرية مبطنة في وصف اللحظات

سيدات القمر